الحمد لله الذي جعل البر بالوالدين من أعظم القربات وأسمى الفضائل، وصلى الله وسلم على رسوله الكريم، وبعد:
أما بعد، فإن بر الوالدين من أهم القيم الإسلامية التي يجب على المسلمين التمسك بها وتحقيقها في حياتهم. فالوالدين هما أول من تحمل العناء والتعب في رعايتنا وتربيتنا، وقد رتب الله علينا برهما وإكرامهما في مقام عظيم في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى في سورة الإسراء: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" (القرآن الكريم، الإسراء: 23)، وقال تعالى في سورة الأنعام: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" (القرآن الكريم، الأنعام: 151).
إن بر الوالدين ليس مجرد واجب ديني، بل هو ارتباط إنساني وأخلاقي ينبغي علينا أن نتحلى به. إذ قد أمرنا الله تعالى بالإحسان إليهما، وهذا يشمل الاحترام والطاعة والعناية بهما في كل مرحلة من مراحل حياتهما. فعندما نكبر ونكتسب القوة والقدرة، يجب أن نفكر في رد جميلهما وعنايتهما بنا في طفولتنا وشبابنا.
إخواني وأخواتي المؤمنين، إن بر الوالدين يتطلب منا الصبر والتسامح والعطف والتفهم. قد يكون هناك اختلاف في الآراء والرغبات بيننا وبين والدينا، ولكن يجب أن نعاملهما بالود والعاطفة ونحترم قراراتهما ونستشيرهما في أمور حياتنا. فإن الاستماع إلى نصائحهما واتباعها يعكس تقديرنا لهما واعترافنا بحكمتهما وتجربتهما الحياتية.
في الختام، أيها المؤمنون، لنكن نموذجًا حسنًا في برنا للوالدين، فإن البر يجلب المحبة والرحمة والبركة في الحياة. لذا دعونا نتحلَّى بقيمة البر ونسعى لإرضاء الله عز وجل من خلال خدالحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فإخواني وأخواتي المؤمنين، إن بر الوالدين من أسمى الفضائل التي ينبغي علينا أن نتحلى بها، وهو مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة. فالوالدين هما رمز الرحمة والعطاء، وهما من أعظم النعم التي أنعمها الله علينا، فلنكن ممتنين لهذه النعمة ولنعبد الله ببرهما وإكرامهما.
إن بر الوالدين يتجلى في طاعتهما واحترامهما وعنايتهما. عندما يكبر الإنسان ويصبح بمقدوره أن يرد جميلهما، يجب أن يعود عليهما بالرحمة والعناية. ولن ننسى أنهما كانا يرعيانا ويهتمان بحاجاتنا ومتطلباتنا عندما كنا أطفالًا، فلنكن نحن الآن رعاة حقيقيين لهما في مرحلة عمرهما المتقدمة.
أخواني وأخواتي، إن الله تعالى أمرنا ببر الوالدين في القرآن الكريم على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ففي حديثٍ قال: "رضى الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين" (رواه الترمذي). إن الرضا الإلهي والسعادة في الدنيا والآخرة تكمن في طاعة الله وبر الوالدين.
فلنتذكر دائمًا أن بر الوالدين ليس مجرد واجبًا دينيًا، بل هو عملٌ يرفع درجاتنا ويجلب البركة في حياتنا. فإن من بر الوالدين أن يكون الإنسان محسنًا إليهما في الكلام والعمل، وأن يكون لهما معاملة حسنة ومحبة صادقة.
أيها المؤمنون، دعونا نجعل بر الوالدين جزءًا من عبادتنا اليومية، ولنتذكر أن الله يرى ما نقوم به ويجازينا على ذلك. فلنكن براً بوالدينا في السر والعلن، ولندعو الله أن يجعلنا من الصالحين وأن يرضى عنا ويرضى عن والدينا.
وأخيراً، أدعو الله أن يوفقنا جميعاً لبر وإكرام والدينا، وأن يجعلنا من الذين يستمعون لنصائحهما ويطيعون أوامرهما. ونسأل الله أن يجعل
